التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل مخترع السنافر شيوعياً !



بعد مرور نصف قرن على ظهورهم الاول عام 1958، تسري شائعة غريبة وطريفة مفادها أن السنافر كانوا شيوعيين. قد تبدو هذه الاشاعة سخيفة للوهلة الاولى ، ولكن متى لم تستخدم الرسوم المحركة لنشر الايديولوجية؟ أو بشكل أبسط متى لم تستخدم لإيصال فكرة ما ولو بشكل غير مباشر؟.... ربما تستحق هذه الشائعة أن نتفحصها قليلاً من خلال بعض الملاحظات.
-1-
يعيش السنافر في مجتمع قائم على المساواة
السنافر هم اشخاص زرق قصيرو القامة متشابهون يعيشون بسعادة في الغابة. وبعكس بعض الشخصيات الكرتونية مثل تان تان ليس الفرد هو من يلعب دور البطل بل المجموعة كلها. كما أن لونهم أزرق يشير الى انتمائهم الى الطبقة العمالية.
-2-
السنافر يعبئون جهودهم لإنجاز الاعمال الكبرى:
يتشارك السنافر في كل شيء ويعملون كلهم يداً بيد كشخص واحد في ورش البناء الضخمة من أجل بناء الجسور أو السدود الضخمة الضرورية من أجل الجماعة.
-3-
السنافر يحتقرون المال:
السنفور لا يمتلك المال، كما أنه من جهة أخرى ينظر للذهب- وهو ركيزة النظام الرأسمالي- على أنه " شيء قذر"، سقط متاع، لايعرف ما يفعل به. وما إن يجعل أحدهم المال يسري في مجتمعهم حتى تتخذ
منحى سيء.
-4-
يسقط الطفيليون وخائنو المجتمع:
يأتي في مرتبة البؤساء الذين يقوضون الننظام سنفور مازح (المخرب) وسنفور كسول. وهذا الأخير يشكل إهانة للمثل السنفوري القائم على افتداء النفس بالعمل.
-5-
يسير عالم السنافر نحو غد مشرق:
لدى ظهورهم الأول كشخصيات ثانوية في بعض المجموعات القصصية، كان السنافر يعيشون في قرية تقع وسط غابة من الأشجار السوداء العارية. ولكن اعتباراً من المجلد الأول (السنافر السود) أصبح عالمهم أكثر رحابة. إذ تحول إلى جنة تقع على طرف غابة غناء على ضفة نهر ساحر.
-6-
أبو الشعب الصغير يرتدي الأحمر:
والأكثر من هذا له لحية كارل ماركس. إنه بابا سنفور وهو مزيج غريب من مؤلف الرأسمال الشهير وأكثرأتباعه شهرة لينين وستالين. ألم يكن مثلهم سريعاً في معاقبة العديد من المنشقين.
-7-
منافس بابا سنفور يشبه تروتسكي:
هل عرفتموه؟ إنه سنفور مفكر فهو يرتدي النظارات المدورة التي يرتديها تروتسكس منافس ستالين الشهير. والعبارة الشهيرة للسنفور أبو النظارات هي:" كما يقول بابا سنفور دائماً" ثم يضيف مخادعاً: لا يمكن سنفرة أي شئ دون رأي بابا سنفور، ويقول هذا غالباً ليحمل المعلم على تغيير رأيه، ويجعله يتبع وصفات خاصة به تقود السنافر للبحث عن مثاليات " انشقاقية
" تؤدي في العديد من الحلقات لإبعاده عن القرية كليون تروتسكي عن الإتحاد السوفييتي.
-6-
المبادرة الفردية تقود للكارثة:
سنفور عبقري المبتكر المتحمس على شاكلة مدير مشروع رأسمالي ينطلق في تجارب غالباً ما تنتهي بالفشل الذريع.
-9-
صورة شرشبيل تصوير ساخر للرأسمالية الدولية:
ليس لدى شرشبيل المتعطش للمال سوى فكرة واحدة في رأسه، وهي تصل لحد الهوس المرضي، إنه يريد الإمساك بالسنافر بالسنافر لتحويلهم إلى ذهب. يمثل شرشبيل الغريب الجشع الدخيل والمسيطر. وغالباً ما تنتهي مساعيه بالفشل وعندها فإن تقاسيم وجهه تشبه الصورة الساخرة التي تمثل الراسمالي الدخيل المرفوض في الإتحاد السوفييتي الستاليني، الدكتاتورية الوطنية العنيفة الكارهة للأجانب، والكارهة المضادة لأمريكا طبعاً. وذهب البعض لدرجة المقارنة بين قصة شرشبيل وهرهور اسرائيل الحليف التاريخي للولايات المتحدة.
-10-
هل كان مخترع السنافر شيوعياً بالسر؟
هذا بعيد الإحتمال. فالبلجيكي بيير كوليفور واسمه الفني هو "بيو" أراد فقط صنع رسوم متحركة تجذب الأطفال كما لم يصرح هذا الرسام المولود في 25 حزيران 1928 عن أرائه في هذا الشأن أبداً. وهنا نلاحظ أنه وبعيداً عن اهتمامه بالأطفال فقد بنى ثروة كبيرة، واعتمد على عائلته في استثمار نجاح مخلوقاته الزرقاء. فقد عهد لابنته بادارة تسويق المنتجات السنفورية التي تملأ الكوكب منذ ثمانينات القرن الماضي. وجعل ابنه على رأس استديوهاته مديراً لإنتاج المجموعات القصصية والرسوم المتحركة والدعايات المعتمدة على السنافر.
وبالمقابل يمكننا التساؤل عن دور رجل في الظل و إيفان ديلبورت وهو كاتب سيناريو ومدير تحرير مجلة سبيرو الذي ساعد بيو في ابتكار شخصية السنافر وكتب سيناريو العديد من مجموعاتهم وأسس ملحقاً خاصاً في المجلة آنفة الذكر مهد فيه روحياً لاحتجاجا أيار 68 وربما تكون روحه المعادية للتقليدية واللاذعة هي الروح السنفورية الحقيقة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سؤال وجواب حول الفكر الاناركي

اسئلة حول الفكر الاناركي 1-ما أهم ملامح الفكر الأناركى؟ الأصل فى الأناركية هى الحرية والمساواة والتضامن، ورفض الشكل الهرمى للسلطة، والفرد الأناركى يتولد لديه حس إيجابى بالمسؤولية، يكون ضامنا للعدالة الاجتماعية، والعمل المستمر على إعلاء الحرية الفردية فى المجتمع، والكفاح ضد السلطة المستبدة، واستبدالها بنظام فيدرالى، تكون السلطات فيه مقسمة بين حكومة مركزية ووحدات حكومية أصغر، بحيث تحد تلك الوحدات تدريجيا من سلطة الحكومة ال مركزية، لحين التخلص منها تماما، ويتحقق المجتمع اللاسلطوى، الذى يعى فيه الجميع مسؤولياتهم، وحقوقهم، ويحققون الاكتفاء الذاتى والتكافل، والأناركية لا تحدد نظاما اقتصاديا معينا لإدارة المجتمع الأناركى، وإن كانت ترفض تماما الفكر الرأسمالى، واقتصاد السوق الحرة، كما أن الأناركيين المحدثين لا ينكرون دور الروحانيات، ويرون فى الدين رمزا للخير، برغم رفضهم سلطة المؤسسة الدينية. 2 - كيف يصل المرء إلى الفكر الأناركى؟ الأناركى إنسان مثقف وخيّر، يدفعه شغفه للقراءة إلى التقلب بين النظريات الاجتماعية والسياسية، حتى يصل للفكر الأناركى، وغالبا ما ينتمى الأناركى فى بداية حياته...

ما هي الفاشية ؟

الفاشية هي السعي لوضع مجتمع بالقوة تحت حكم سلطوي واحد لخدمة طبقة فاشية مهيمنة ع مصير ذلك المجتمع سواء اكانت ( دينيه او عسكرية ) سياسيا واقتصاديا ودينيا مغلقه م الحكام الفاشية تقوم ع اساس قومي او عرقي واحيانا تقوم ع اسس ينية او علي مزيج م كل ذلك . غالبا ما تتصور الحركات الفاشية هدفا اسمي لبرنامجها السياسي يتمثل بعناوين مثل توحيد الامة ( الطائفة او الجماعة ) اعادة مجد الامة او الدفاع ع الامة او تحقيق مصير الامة الذي قد يكون السيطرة ع العالم كما كانت تتصور الفاشية النازية او اقامة حكم الله ع الارض كما تزعم الفاشيات الدينية كـ داعش وغيرها حول العالم وضع المجتمع تحت خكم سلطوي واحد هو الهدف النهائي للفاشية وبالتالي يصبح المجتمع نسخة م ذالك الفاشي . وهو نموذج للحزب الواحد الذي يقوم ع عبادة القائد وتقديس السلطة والايمان الاعمي بالايدلوجية وبناء جيش يقوم ع الطاعة العمياء للقائد الاوحد فى كل شي لكي تنجح الفاشية فى التحكم والسيطرة ع اتباعها والمجتمع ككل تستعمل الخوف الذي يتطلب اختراع اعداء داخليين وخارجين تصورهم ع انهم يضمرون الشرور ضد المجتمع الفاشية لا تتحمل اى نوع م انواع المعارضة . ف...

كروبوتكين أب الأناركية الروسية

كان والد الأناركية الروسية الأمير بيوتر أليكسيفيتش كروبوتكين (1842-1921) يحلم بإقامة عالمٍ خال من العنف، ومن سلطة الدولة. وكان ينظر إلى المجتمع كتعاونية طوعية بين أناس أحرار. واليوم، تبدو أفكاره من جديد مُلِحَّةً بدرجة ليست أقل مما كانت عليه في القرن التاسع عشر ما أن تسمع كلمة الأناركية (الفوضوية أو اللاسلطوية - anarchism) حتى يتبادر إلى ذهنك عَلَم أسود مع جمجمة وعظمتين، وكل مظاهر الفوضى المنفلتة من عقالها. ولكن كروبوتكين لم يُبَشِّر بأي شيء من ذلك. فقد كان رجلاً جاداً وعالماً. وعلاوة على ذلك كان يمقت العنف من أعماق روحه. كحال العديد من الثوريين الروس في القرن التاسع عشر، وُلِدَ كروبوتكين الذي كان ينتمي إلى طبقة النخبة في عائلة ثرية نبيلة. وامتلك والده أكثر من ألف من الأقنان وثلاث إقطاعات برمّتها. أنهى كروبوتكين دراسته في (فيلق الباج) الامبراطوري، أكثر المؤسسات العسكرية تميزاً آنذاك. وكان خادماً شخصياً (كامير- باج) للإمبراطور ألكسندر الثاني. وبذلك شُرعت أمامه أبواب الحياة على مصراعيها. فكان بإمكانه أن يصبح جنرالاً أو وزيراً. لكن الأمير تخلى عن كل هذه المغريات ليسلك درب ال...