900 مليون دولار صرفتها الحكومة البرازيلية على تجهيز القوى الأمنية التي ستحمي كأس العالم،
أي قرابة مليار دولار، هذه الملايين التسعمئة، ستصرف على أمن موكل بحماية الشاشة التي ستنقل لنا كأس العالم من أهل البلد نفسهم!
المستمرين في المظاهرات الحاشدة ضد الكأس التي أقيمت بأموالهم وبضرائب مضاعفة على قطاعات حيوية من حياتهم العادية اليومية... في واحد من البلاد التي تستعمل كمثل، للحديث عن الفروق الطبقية، حيث تفصل الأحياء الغنية عن الأحياء الفقيرة بالنار والحديد وعنف الدولة الرسمي...
في هذه الدولة، التي جمعت بين النمو الاقتصادي الضخم على المستوى العالمي، وزيادة الهوة الطبقية في الداخل والأزمات الاجتماعية..
بلغت كلفة التحضير العام للمونديال 14 مليار دولار، صُرفت على البنية التحتية من ملاعب وطرقات ووسائط نقل وأمن وغيرها، لا تعود بأي فائدة اقتصادية على المستوى البعيد على الشعب.
جنوب افريقيا لا تزال تعاني من الانكماش الذي لحقها بعد كأس العالم الأخيرة، ويبدو أن البرازيل ستكتشف متأخرة أن الحركة التي سيزيدها المونديال، ستنكسر بعد شهر فقط، وستبقى الكلف العالية المتوجبة على الحكومة، والمشاريع الضخمة مجرد هياكل بناء، لا مردود اقتصادي منها..
أما الغلاء الذي لحق بالنقل، وبالغذاء والسكن، لن يتراجع طبعاً.. وسيستمر، حتى بعد أن تنتهي متعتنا... والأحياء الفقيرة العشوائية الكاملة التي أزيلت، كي يلعب النجوم، ويأتي السواح ليلوحوا قليلا بأعلامهم، لن تعود.
أشعر بانشغالنا بالمباريات و بالحديث عن ترف اللاعبين المرقمين بملايين الدولارات من الصفقات والاعلانات، مضطرون لتوجيه اعتذار لربع البرازيليين الذين يعيشون تحت خط الفقر.. ولآخرين أيضاً مصلوبون في الشارع منذ أشهر يتظاهرون ويحتجون، ويواجهون بأعقاب البنادق والعصي.. ولا يجدون مكاناً لحزنهم وغضبهم، في فرح الناس بالطابة.
تعليقات
إرسال تعليق